آلات رفع الماء

آلات رفع الماء

                             

اهتم العلماء العرب اهتماما بالغا في تأمين المياه من مصادر مختلفة فبنوا السدود وحفروا الأقنية لتجميعها ومن ثم

ابتكروا الآلات لرفعها

آلات رفع الماء البدائية.

 أول آلة اعتمدت لرفع الماء هي الدلو . لقد تم رفع الماء بواسطة الدلو وفق أساليب مختلفة منها الرفع المباشر، وفي

هذه الحال يربط الدلو بحبل طويل ويتدلى في البئر وعند رفعه يعتمد على حافة البئر لجر الحبل مما يترك أخاديد

وتتآكل الحافة مع الزمن (الرسم رقم - 1 -)

  

    الرسم رقم -1                                 الرسم رقم - 2                                            الرسم رقم -3

 

ثم اعتمدت طريقة رفع الدلو بواسطة حبلين او اربعة حبال. ففي تلك الحالة يجب اعتماد شخصان لرفع الدلو (الرسم

رقم 2) . ثم ما لبثت ان استعملت البكرة على اشكالها مستديرة او مستطيلة مما سهل طريقة رفع الماء وذلك بقوة

يسيرة.(الرسم رقم - 3 والرسم رقم 4)

   

      الرسم رقم -  4                                                        الرسم رقم - 5

ثم ظهر" الشادوف": هو عبارة عن رافعة تتحرك حول محور ثابت في نقطة الارتكاز. تحمل الرافعة في أحد

طرفيها حبلا طويلا ينتهي بالدلو وفي الطرف الآخر ثقل باستطاعته رفع الدلو ملآن بالماء.

لقد تطور استعمال الشادوف وأصبح مؤلفا من رافعتين مما يساعد على وفرة الانتاج

في سحب الماء (الرسم يظهر شادوف برافعتين في صعيد مصر)

ثم تطورت تلك الآلات وظهر علماء عرب عكفوا على دراسة الحاجة الماسة للماء

فطوروا آلات الرفع فاضافوا إليه الدواليب المسننة مما ساعد على رفع الماء إلى

إرتفاعات مختلفة كما لجؤا إلى الحيوان لمساعدتهم على تشغيل تلك الآلات فجاءت

جهودهم مثمرة.

إن شغفهم بالتطور حذا بهم إلى تصميم النوافير والمضخات التي تعد الركن الأساسي

في تطويرالمضخات الحديثة.

                                                                                                                                     الرسم رقم (6)                                                                                                                                                                

الفوارات

لقد اعتمد العلماء العرب في تشغيل الفوارات على مبدأ ضغط الماء وثقله بحيث يكون خزان الماء الذي يغذي

الفوارة أعلى إرتفاعا من فوهة الفوارة. 

لقد وصف كل من بنو موسى والجزري وتقي الدين مجموعة من الفوارات نذكر منها :

فوارات بنو موسى (كتاب الحيل)

في كتابهم "الحيل" لم يتطرق أبناء موسى لوصف مضخات أونواعير بل اقتصروا على وصف سبع فوارات تعتمد

على المبادئ الأساسية نفسها مع تغيير طفيف في تركيب التقنيات المعتمدة والأشكال. 

 

الشكل الثامن والثمانون من كتاب الحيل: صنعة فوارة يفور منها الماء كهيئة سوسنة

 الرسم رقم 7  يمثل فوارة تعتمد على ضغط الماء الحاصل من فرق مستوى الماء في الخزان والأنابيب المائلة 

ووفقا للشرح الذي ورد في المخطوط فإن الفوارة ممكن ان تظهر على شكل سوسنة  عندما يتدفق الماء من الأنابيب

المائلة و على شكل عامودي عندما يتدفق الماء من القمع المقلوب.

        

                    الرسم رقم 7                                                               الرسم رقم 8

 

الشكل التاسع والثمانون "صنعة فوارة يفور منها الماء مدة من الزمان كهيئة الترس ثم ينقطع ذلك ويفور مثل تلك

المدة من الزمان كهيئة القناة وهكذا ...

الرسم رقم  8 يمثل فوارة تعمل بشكل مختلف بحيث الأشكال تتعاقب بين

الحين والآخر وذلك بفعل قناة الميزان التي ترتكز في الأعلى والتي تغذي

الحوضين الواحد تلو الآخر .فنرى الفوارة تارة على شكل سوسنة وطورا

على شكل قناة.

 

 الرسم رقم 9 يمثل فوارتان تعملان في تعاقب مستمر وقد استعمل بنو

موسى في هذه الفوارة دواليب مسننة بحيث تظهرالسوسنة التي في الأسفل

تدور .                                                                                                                                                                                  الرسم رقم - 9 -

 

 

 

فوارات الجزري (كتاب العلم والعمل النافع في صناعة الحيل)

خصص الجزري النوع الرابع من كتابه لعمل الفوارات 

 الشكل الأول من النوع الرابع : وهو فوارة الكفتين تتبدل في كل زمان معلوم 

يقول الجزري :

 "وهي فوارة في بركة يفور منها الماء مدة ساعة مستوية قضيبا منتصبا ثم تتبدل فيفور منها الماء شبيه صولجان

مدة ساعة ثم تعود فتتبدل فتفور قضيبا وكذلك ما دام الماء يجري إليها "

 نرى في الرسم رقم  10   بأن الجزري اعتمد على الكفة التي صممها لتمتلئ وتتفرغ دفعة واحدة في فترة معلومة .

 وجعل للميزاب اربعة مخارج بحيث خلال امتلاء كل كفة ينصب الماء في الخزان العائد لها  ليخرج من الأنبوب

المعد له.

                    

             الرسم رقم 10                                    الرسم رقم   11                                             الرسم رقم 12

الرسم رقم 11 يمثل فوارة العوامتين وهذه الفوارة تتبدل فتفور مدة ربع ساعة مستوية صولجانا وتفور مدة ربع

ساعة شبه سوسنة.

 نلاحظ من الرسم  بان  الجزري أضاف عوامتين لحركة الميزاب عوضا عن الكفتين

الرسم رقم 12 يلاحظ بأنه أكثر تعقيدا وهي فوارة الطرجهار تفور في مدة نصف ساعة مستوية خيمة ثم تتبدل

وتفور مدة نصف ساعة شجرة وكذلك ما دام الماء يجري إليها.

 

فوارات تقي الدين

                

الرسم رقم 13                                       الرسم رقم 14                                                  الرسم رقم 15

الرسم رقم 13 يمثل الفوارة الأولى من فوارات تقي الدين حيث يقول: " وهي فوارة يبرز منها ثلاث صولجانات

متفرقة إلى ثلاث جهات وخيمة تحت الصولجان منفرشة في سائر جهاتها"
 

الرسم رقم 14 يمثل فوارتان متقابلتان وكل واحدة منها يخرج منها شجرة وخيمة بالتعقب بحيث تخرج شجرة من

واحدة وخيمة من الأخرئ والعكس بالعكس.

 الرسم رقم 15 يمثل فوارة خيمة دائمة بالإضافة إلى شجرة وصولجان في الوسط يتعاقبان .

 

ملاحظة : للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع راجع كتابنا :

"الفيزياء التطبيقية والهندسة الميكانيكية عند العرب بالصور"

الرسم الحديث لإحدى الفوارات البسيطة  

           

      

 

 

آلات رفع الماء الجزري 

آلات رفع الماء تقي الدين