الآلات الفلكية


الآلات الفلكية

 

                          

اهتم العلماء العرب اهتماماً بالغاً بعلم الفلك وخاصة في تصنيع الآلات الرصدية . فلم يكتفوا بما ورثوه من

الحضارات السابقة بل كثفوا الأبحاث والدراسات في هذا المجال منذ مطلع القرن الثاني الهجري/الثامن ميلادي .

هناك مجموعة من العلماء الذين لمعت اسماءهم في هذا المضمار، نذكر منهم:سند بن علي ، الخجندي ، الصوفي ،

البديع السطرلابي، الكوهي الشيرازي،البتاني الخازني و تقي الدين الدمشقي وغيرهم. وحيث اننا نعالج علم الفلك من

ناحية علاقته في الفيزياء التطبيقية لذلك سوف نختصر على عرض بعض الآلات الفلكية التي طورها العلماء العرب

في هذا المجال، والتي استطعنا الحصول على وصفها ضمن مخطوطات عمدنا إلى دراستها وتحليلها .

- مقالة الخازني التي تحمل العنوان التالي : "في اتخاذ كرة تدور بذاتها بحركة موازية لحركة الفلك ومعرفة العمل

بها ساكنة ومتحركة "

 

الرسم كما ورد في المخطوط                                               الرسم الحديث للآلة

وصف الآلة  : هي عبارة عن صندوق خشبي يجمع الأجزاء التالية للآلة

- كرة تدور حول محور يمر في قطبيها بحيث يكون في دورانها نصف الكرة ظاهراً فوق الصندوق والنصف الآخر

مخفياً في داخله. يحْمل هذا المحور ،داخل الصندوق، دولاباً مسنناً عدد اسنانه أربعون.

- خزانة الرمال ( أدخلت داخل الصندوق من فتحة مربعة على وجهه) وثُقِب في أسفلها ثقب معدل لتسريب كمية

الرمل اللازمة خلال الأربع وعشرين ساعة.

- محور آخر داخل الصندوق، على موازاة محور الكرة، يحمل دولاباً مسنناً ذا ستة عشر سناً.

- بكرة لُفَّ عليها خيط متين يتصل طرفه بعوامة تصعد وتهبط داخل خزانة الرمل وفقاً لتغيير ارتفاع سطح الرمل

في داخلها.

- مسطرة بطول ذراع قسمت إلى اثنين وسبعين قسماً.

 

استعمال الآلة  لقد حدد الخازني في المخطوط القياسات التي يمكن معرفتها بهذه الآلة نذكر منها:

- في معرفة الكرة وما ينتج من حركتها.

- في معرفة إرتفاع الشمس والكواكب الثايتة.

- في معرفة قوس نهار درجة الشمس.

في معرفة الدائر في الفلك. في معرفة الميل الأول.

في معرفة مطالع البروج في الفلك المستقيم.

في معرفة سمت الارتفاع

 

صندوق اليواقيت - ابن الشاطر - القرن الرابع عشر

وصف الآلة وطريقة عملها


هي عبارة عن علبة معدنية بقاعدة مربعة لا يتعدى ضلعها 12 سنتم وارتفاعها 3 سنتم ، مقفلة بغطاء ذي مفصلين

وعلى خارج الغطاء ثُبِتت عضادة (ذراع متحرك) تستطيع الدوران فوق مجموعة من الخطوط، وبذلك يمكن

استخدام الآلة لآحتساب المطالع المائلة لدمشق ولخطوط العرض30،40، و50  درجة. كما يمكن وضع جهازي

تصويب في طرفي العضادة بشكل متعامد معها، بحيث تكون متراصفة استوائياً مع الشمس أو مع أي نجم آخر في

نصف الكرة الشمالي ويمكن قراءة الزاوية الساعية على سلم قياس دائري موجود على الغطاء. أضف إلى ذلك

صفيحة متحركة تخترق الغطاء إلى داخل الصندوق نُقش عليها مزولة قطبية تحمل خطوطاً.

        

بواسطة هذه المزولة نستطيع قراءة الساعات الإعتدالية قبل الظهر. كما انه من الممكن أيضاً تحديد اتجاه القبلة وذلك

بالطريقة التالية كما يشرحها الباحث:

"ضع الصندوق على الجهات الأربع ثم ادر المحراب النحاسي الذي في الغطاء إلى البلد الذي أنت فيه أو سمتها من

جهته فحينئذ يكون المحراب منصوباً إلى جهة الكعبة المشرفة . هذا ويمكن بهذه الآلة تأمين قياسات فلكية أخرى لا

مجال لشرحها.

لذلك نعيد القارئ إلى البحث الأساسي في مجلة تاريخ العلوم العربية عدد 1 اكتوبر 1977 .

آلة فلكية - حق القمر - تقي الدين