الموسيقى الميكانيكية

الموسيقى الميكانيكية

تعريف الموسيقى الميكانيكية

هي تلك الموسيقى التي تنبعث من الآلة الموسيقية المصممة لهذا النوع من الموسيقى دون أية حاجة لعازف

تذكر المراجع الأجنبية1 ان الموسيقى الميكانيكية أبصرت النور في مطلع القرن الرابع عشر ميلادي مع قرع الأجراس الكبيرة والجلاجل الضخمة (الرسم رقم -1-) . إذ نجد في مكتبة (Rouen) مخطوط محقق من قبل (Z.Wins ) ذُكر فيه  أنه في عام 1321 وجدت جلاجل تعزف لحنا موسيقيا بطريقة ميكانيكية .

وتذكر المراجع أيضا أن أول ساعة رُكزت في كاتدرائية ستاسبورغ (Strasbourg) صممت عام 1352 من عالم

مجهول الهوية، وقد احتوت على دمى متحركة وجلاجل تعزف نغما يتألف من تسعة ألحان مختلفة وذلك بطريقة

ميكانيكية لم يعرف شئ عن تقنيتها .

ويعزى إلى B. De Koecke مؤسس الأجراس في Alost flandre أنه أول من ركب بربخا ذا شظايا لتحريك

المطارق التي تضرب على الأجراس وذلك وفق لحن معين. وقد سُمع هذا اللحن لأول مرة عام 1487.

                             

     الرسم رقم -1- الجلاجل أو  الأجراس                              الرسم رقم-2-    البربخ الموسيقي Causs

وتفيدنا  الموسوعة الفرنسية (La grande Encyclopédie Larousse ) ان البربخ الموسيقي لم يكن له وجود قبل

أواخر القرن الخامس عشر وانه لم يظهر في أية آلة موسيقية قديمة. وان أول من استعمله هو الميكانيكي الفرنسي

(Salomon DeCaus ) في تصميمه لأرغن (الرسم رقم -2-).

نستنتج مما تقدم بأن العنصر الأساسي في الموسيقى الميكانيكية هو وجود البربخ  الموسيقي حامل الشظايا  الموزعة

على محيطه  بطريقة تقنية وفنية . من جهة  أخرى لقد أطلق على هذا النوع من الموسيقى اسم الموسيقى الميكانكية

لانها لا تحتاج لعازف بل تعود المهمة إلى الشظايا الموزعة على البربخ لتحريك الروافع التي تؤمن الهواء إلى

المزامير في الأرغن  أو لتحريك الشفرات المعدنية في العلب الموسيقية ، وإلى غير ذلك من المهام التي توكل اليها

في الآلات الأخرى .

منذ اكتشاف البربخ الموسيقي كثر الصناع في حقل الموسيقى الميكانيكية حيث تم تصميم آلات مختلفة يحمل بعضها

دمى متحركة توهم الناظر بأن الدمية هي العازف علما بأن هذا النوع من الموسيقى لا يحتاج إلى عازف كما أسلفنا

.3 نذكر منها:

-      الدمية الموسيقية (la musicienne) العائدة ل( Jaquet –Droz) في عام 1774

-  عازفة السنطور العائدة لPierre Kintzing et David Roentgen) )عام 1784 التي تعتمد في عزفها على

البربخ الموسيقي

-      عازفة المندولين (mandoline) أواخر القرن الثامن عشر

-  آلة المزامير صنعها دافريفيل (Davrainville ) عام 1800 وهي عبارة عن مجموعة  من المزامير يبلغ عددها

ستة وعشرون مزماراً تعطي الحاناً مختلفة.

-  علبة موسيقية مخصصة لأصوات الطيور  (serinette) من صنع(Davrainville)حوالي عام 1800 

عازف التروبيت من تصميم كوفمن(Kaufmen) عام 1810 المتحف الألماني

- كيف تعمل آلات الموسيقى الميكانيكية ؟

 - إن عمل آلات الموسيقى الميكانيكية على خلاف أشكالها وأحجامها يعتمد على البربخ الموسيقي

 وهذا البربخ عبارة عن اسطوانة مستطيلة الشكل وزع على سطحها مجموعة من الشظايا باشكال وأحجام

مختلفة، وفقا للحن معين (الرسم رقم -3 ) .

(الرسم رقم -4) يوضح الأشكال المختلفة للشظايا التي توزع على البربخ الموسيقي.

                

       الرسم رقم -3-   البربخ الموسيقي والشظايا                            الرسم رقم -4 -  اشكال الشظايا           

الطرق الفنية المعتمدة لتوزيع الشظايا


ان أول طريقة اعتمدت لتوزيع الشظايا على البربخ تعود إلى الموسيقار انغراميل (Engramelle) في كتابه 4

(la tonotechnie ) علما بأنه كان موسيقيا مشهورا وكان هدفه دائما تطور الموسيقى الميكانيكية . لقد أشادت به معظم المراجع الأجنبية وبالطريقة  التي استعملها لتوزيع الشظايا على البربخ . وقد سميت طريقته " الطريقة الحديثة لتوزيع الشظايا على البربخ الموسيقي"

وفي عام 1752 (Joachim Friedrich Unger) بالتعاون مع المهندس الميكانيكي (Johann Hohlfeld) استطاع

تركيب آلة لتوزيع الشظايا وفقا لنغم معين. تتألف الآلة من اسطوانتين مستطيلتين وقد غلفا بورق، ومن مجموعة من

المساطر تنتهي من جهة برؤوس من الرصاص الطري، ومن الجهة الأخرى بملامس تسمح بتحريكها وفقا لنغم

معين.

و طريقة تسجيل النغم كالتالي: يضغط العازف على الملامس المتصلة بأطراف المساطر وفقا للحن الذي يريد ،

فتخط الاطراف الأخرى للمساطر والمزودة برؤوس من الرصاص مدة النغمة على الورق الذي غلف به سطح

الأسطوانة. بعد ذلك ليس على المهندس سوى أخذ مقاييس تلك الخطوط واستحداث شظايا على شكلها وتوزيعها على

الأسطوانة المعدة للآلة.5

وظهرت بعدها طرق أخرى لا لزوم لذكرها .

ومن أهم آلات الموسيقى الميكانيكية التي تعتمد على البربخ الموسيقي  آلة الأرغن.

لقد حظيت تلك الآلة باهتمام بالغ من قبل الموسيقيين والتقنين في القرون الوسطى وتطورت تطورا ملحوظا.

ان أول من صمم ارغنا يعتمد على البربخ الموسيقي هو المهندس الفرنسي

الذي عاش في القرن الخامس عشر الميلادي -  (Salomon De Caus)

كما ان الأب كرخر6 (Athanas Kircher) الذي عاش في القرن السابع عشر اهتم بحقل الموسيقى الميكانيكية وصمم

ارغنا (الرسم ادناه) يشبه إلى حد بعيد الوصف الذي ورد في مخطوط آلة الزمر. وهناك أيضا مجموعة من الفنيين

الذي اعتنوا بصناعة تلك الآلة وطوروها ولا يزال هناك حرفيين يهتمون حتى هذا التاريخ بجميع آلات الموسيقى

الميكانيكية ومنها الارغن.

                

                                          الأرغن الذي صممه الأب  اسانس كرخر

 

1 – Chapuis Alfred – Histoire de la boite à musique et de la musique mécanique –Scriptar Lauzanne -1955

2 – La grande Encyclopédie Larousse – tome III –paris 1972

3 – Carra De Vaux – Notice et extrait de la bibliothèque nationale – Le livre des appareil pneumatiques et des machines hydrauliques pa r Philon de Byzance – tome 381903

4 – Engramelle E.M.D.J – La tonotechnie ou l'art de noter les cylindres et tout ce qui est succeptible de notage dans les instruments de concerts mécaniques –Paris 1775

5- Buschner Alexandre – Les instrument de musique mécanique – adaptation francaise PhilippeRouillé- Grund 1992

6 – Kircher Athanas – Mursurgia Universalis sive ars magna consoni et dissoni – Rome 1650