ماهية الخلاء عبر التاريخ

حتى يومنا هذا لا يزال موضوع وجود الخلاء الكامل او عدمه موضع بحث جاد من قبل العلماء والباحثين . فإذا ما

أردنا ان نتعقب تاريخ " الخلاء" علينا أن نعود إلى الحقبة التاريخية لفلاسفة اليونان حيث حاول كل من أريسطو

وافلاطون إيجاد البراهين على أن وجود الخلاء مستحيل :"الغير موجود لا يمكن أن يكون موجودا" هذا ما قاله

أريسطو أما عبارة افلاطون بعدم وجود الخلاء فهي :"حيث أن الخلاء ليس له مدافعة عالية أو خفيفية لمنع الحركة

إذن الخلاء غير موجود".

من جهة أخرى يرى اتباع نظرية الذرة ديموقريطس وابيكور ولوكريس  ما يلي:ّ إذ لم يكن هناك وجود للخلا فإن

الأجسام لا تتمكن من الحركة"

هذا وحتى القرن السابع عشر بقيت النظريات لموضوع  الخلاء تعتمد على الفلسفة والدين ولم تعتمد على الدراسات

العلمية والتجارب إلا مع غاليليو وتلميذه تورتشللي ( ومن بعدهم باسكال وبويل وغيرهم) لقد اثبت هؤلاء العلماء

بأن للهواء وزن إذأً الخلاء موجود حيث انعدام الوزن."

اعتمد نيوتن تلك النظرية وجعلها المحور الأساسي لنظرياته في الميكانيكا. لكن تلك النظرية  التي  تعتمد على وجود

الخلاء بين الذرات أو عدم وجود الجزئيات لم يكن كافياً لتعريف " الخلاء " حيث طُرح سؤالاً مهماً حير العلماء

وهو: كيف يمكن وجود قوئ تجاذب بين الأجسام في الخلاء(قوة الجاذبية" ؟)

في القرن التاسع عشر ظهرت الموجات الكهرومغناطيسية واسند إلى حركتها وجود غاز الأثير حيث تستطيع تلك

الموجات التفاعل في داخله وتنقل له الاهتزازات  اللازمة لحركتها  كما تفعل الموجات الصوتية في الهواء عند

انتقالها. لكن سرعان ما تبددت فكرة وجود غاز الأثير مع العلماء نيكلسون ومورللي اللذان حاولا دون جدوى

تحديد ماهية هذا الغاز خاصة وقد تبين بأن الموجات الكهرومغناطيسية تنتقل في الخلاء.

هذا وفي الأعوام ما بين العشرين والثلاثين من القرن العشرين ظهرت نظريات فيزياء الكم وظهر معها نظرية

الخلاء الكمي الذي لا يزال موضع جدل حتى يومنا هذا.

 هذا وقد تبين حتى هذا التاريخ بان الخلاء الكلي أو المطلق لا وجود له وإن المكان رغم خلوه من الذرات والأشعة

لا يزال هناك جزئيات غير منظورة تسبح في داخله.

مفهوم الخلاء عند العرب