فهرس المقال

 

الشكل الأول من النوع الثاني

   وهوكأس يحكم في مجالس الشراب "

يقول الجزري : "وهو كأس متخذ من فضة وشبه مستطيل الشكل جالس على كعب مستطيل وعلى رأس الكأس

غطاء مسطح مخرم وهو أنزل من حافته وفي وسط الغطاء قبة لطيفة جدا وعلى القبة طائر، ودون حافة الكأس بلبلة

لطيفة وأما معناه فإن الساقي يأتي بالكأس فيضعه في وسط المجلس وجماعة الشرب حوله، ثم يصب على غطاء

الكأس شرابا من  قرابة أو من إناء ضيق الرأس صباً دقيقا. ومن حيث يبتدي بالصب فإن الشراب ينزل في خروم

الغطاء فيدور الطائر ويصفر صفيراً شديدأً حتى يكاد يمتلي الكأس ويفيض على الخروم فيقطع  الصب فإن الطاير

يقف ولا يصفر ورأسه مصوب إلى أحد الجلاس. فيرفع الساقي الكأس ويناوله من وقف الطاير إزائه فيشرب من

البلبلة فإن استوعب جميع ما فيه من الشراب وناوله للساقي فإن بقي فيه شيئاً من الشراب فإن الطاير يصفر فلا

 يأخذ الساقي الكأس بل يأمره بشرب ما بقي فيه فإن شرب الجميع أخذ الكأس وإن تبقى فيه ولو خمسة دراهم فإن

الطاير يصفر، وكذلك لو شرب ما في الكأس من ماية مرة".

             

ملاحظة                                                                                            

  لقد استعمل الجزري  في هذه الكأس تقنية جديدة وهي السرن(ج ب) ذو الريشات

المنحرفة ومهمة هذا السرن هوإعطاء الحركة الدائرية للطائر المتمركز على محوره.

والسرن يدور بواسطة  الشراب الذي ينصب على الريشات ومن ثم إلى أسفل الكأس طارداً

الهواء الذي يخرج من الأنبوب (ع)ا لذي ينتهي ببندقة الصفير. أما صفيرالطاير

عندما يبقى في الكأس شئ من الشراب فإنه يعود ايضا إلى طرد الهواء عندما يعود الكأس إلى وضعه المستقيم

فتعود كمية الشراب  إلى الأسفل طاردة الهواء فيحصل الصفير.

         

كيف يعمل الكأس

 يقول الجزري : " فمن الواضح الجلي أنه متى صب على غطاء (ه) شراب

فإنه يسيل في الخروم إلى الغطاء الثاني ويجري منه في ثقب (م) على ريشات

سرن (ب) فيدور السرن وعلى محوره بطة (ل) ويسيل الشراب من فوق

غطاء  (ز) وهو مصوب إلى خرق (ا) من الميزاب فيتختنق فيه ويخرج من

طرفه وعليه (ي) إلى الكأس وعليه (ح) فيطرد الهواء الكاين فيه فيندفع في

انبوب (ع) إلى بندقة (ن) فتصفر. ومتى شرب من بلبلة (ط) شارب بعض ما

في الكأس من الشراب فإن الفارغ منه من الشراب مملؤ هواء وعند رجوع

الشراب من رأس البلبلة وما فوق الغطاء يطرد الهواء فتصفر البندقة ويظن أن

الصفير من البطة. وكذلك يجري الأمر حتى ينفذ جميع ما في الكأس من

الشراب وذلك ما أردت إيضاحه جلياً ".

 

الشكل التاسع من النوع الثالث

طست الطاووس لغسل اليدين

وهو طست جالس على كعب وفي أرض الطست اربع أساطين عليهن قصر

مربع الشكل وعلى سطح القصر طاووس قايم على رجليه رافع ذنبه وقد مدّ

عنقه معطوفة ومنقاره مصوبا إلى أرض الطست وفي وجه القصر وهو ما

يلي رأس الطاووس بابان لكل باب مصراعان مطبقان .وأما معناه متى أراد

المخدوم أن يغسل يديه أو يتوضأ وقدم الخادم الطست إلى بين يديه ورأس

الطاووس مما يلي المخدوم وانفصل الخادم فإن الطاووس يبتدئ ويصب من

منقاره ماء على يدي المخدوم مقدارا يسيراً ثم ينفتح المصراعان عن الباب

الأيمن من القصر ويخرج منه غلام بيده   حق فيه أشنان فيأخد منه ما يشاء

والماء ينصب وهو يغسل حتى يتم غسله ثم ينفطع صب الماء فينفتح

المصراعان عن الباب الأيسر من القصر ويخرج منه غلام بيده منديل لينشف

بها يديه وكلما نزل إلى الطست شئ من الماء فإنه يغور في كعب الطست أولاً فأولاً.

         

 ملاحظة:   يتضح من الرسم بان الجزري استعمل تقنيات بدائية بطريقة فنية  منها السطح المائل الذي يسمح للتمثال

حامل الأشنان بالانزلاق وفتح مصراعي الباب بقوة الاندفاع وكذلك الحال بالنسبة للغلام حامل المنديل.أما حركة

السطح المائل فهي تعود  إلى حركة العوامات . كما وضع في ذنب الطاووس فيثون يسمح بتسريب الماء إلى بطنه

وعندما يصل مستوى الماء إلى حنية عنق الطاووس يتسرب الماء من منقارة وذلك وفقا لمبدأ المقلب أو (السيفون).

 كيف يعمل الطست

يقول الجزري : " فمن الظاهر الجلي أنه متى رفع غطاء ذنب

الطاووس ورفعت الحلقة إلى فوق ارتفع ذكر الباب وصب في

رأس الذنب حتى يمتلي بطن الطاووس إلى نصف ذنبه ويرتفع

الماء على الباب المطحون وعند ذلك تحط الحلقة إلى ما كانت

عليه ويملئ باقي الذنب ماء ويعاد غطاؤه إلى مكانه ومتى

استدعي باطست ووضعه الخادم بين يدي المخدوم ورفع الحلقة

بسرعة من حيث لا يرى وتأخرفإن الماء يتصل بعضه ببعض

ويرتفع غلى حنية المقلب وينبعث من منقار الطاووس على يدي

المخدوم ويسير من الماء ينزل من خرق قاعدة اسطوانة (ج)

ويملئ بيت (ز) الذي فيه العوامة (ه) فيرفعها ويرتفع سفود (أ)

ويرفع سهم (ك) فيميل الغلام ويبرز عن الباب ويقف فيأخذ

المخدوم من الحق أشنانأٍ والماء يجري وهو يتوضا حتى يتم

غسل يديه ثم يندفع الماء من أرض الطست ويجري إلى كعبه

حتى يكاد يمتلي وقد ارتفعت عوامة (ي) ورفعت سهم محور

الغلام الذي بيده المنديل (لم يظهر في الرسم لأنه في الجهة

المقابلة ) فمال وفتح المصراعين وبرز عن الباب ووقف بحاله

وأخذ المخدوم المنديل ونشف يديه وأعاد المنديل إليه ورفع

الخادم الطست وفتح الفيثون وميل الطست إلى جهة الفيثون حتى لا يبقى في الكعب ولا في بيت العوامة شئ من

الماء ثم يسد الفيثون ويرفع الطست إلى وقت الحاجة إلى استعماله. وعند تكملة ما وصفته يجرد الطست والكعب

والقصروينقش الطاووس والغلامان ويطلى الجميع بدهن السندوس ويحكم تجفيفه في الشمس وذلك ما اردت

إيضاحه."

 

ملاحظة : إن جميع الصورالملونة  والرسومات بالأبيض والأسود مأخوذة من مخطوط الجزري