مجموعة ساعات الجزري
حيث إن معظم ساعات الجزري المائية تعتمد على المبادئ نفسها في العمل مع بعض التغييرات في الشكل والتقنيات
لذلك سوف نعرض بالصور بعضا منها مرفقة بتقنياتها المعتمدة
الشكل الثالث من النوع الأول وهو فنكان الزورق
يقول الجزري :" وهو زورق متخذ من الشبه حسن الصنعة جالس على
كعب مرتفع عن الأرض نخو من فتر طوله نحو من ثلاثة أشبار
وعرض وسطه شبر وربع شبر وهو مغطى الكوثل مفتوح الصدر
مرصرص من داخله وعلى حد صدره وحد كوثله وعلى حافتيه ملبن
مربع مثل في مثل مخرم كالشرفة ومن داخل الملبن من أربع زواياه
قطع من الشبه أنصاف مربعات ملصقات في الزوايا وعلى كل قطعة
اسطوانة من الشبه طولها ثلاثة أشبار وغلظها غلظ الإبهام وعلى
الأساطين قصر مربع جيد الصنعة وعلى محيطه شرفة مخرمة وعليها
قبة حسنة الشكل . وفي وجه القصر وهو ما يلي صدر الزورق باب فيه
باز قد ظهر منه صدره ورأسه فقط وبين اسطوانتي يمين البنكام وعند
وسطيها عضادة وعلى اسطوانتي يساره وعند وسطيهما وفي وسط كل
عضادة ثقب فيهما طرفا محور دقيق وعلى المحور يدا ثعبان قابض
على زسط الكحور وذنبه داير حول المحور كالحلقة المستديرة ورأسه
ممتد إلى صدر البازي وقد فتح فاه كأنه يريد التقام رأس البازي وفي
داخل الملبن وهي الشرفة من الملبن مكبة كالقبة وعلى أعلى المكبة
سرير عليه رجل جالس معتم وبيده قلم وبين يديه على السرير علايم
كالأجزاء عددها خمسة عشر.
وأما ما معناه فإنه في أول النهار يرى قلم الرجل الجالس خارجاً عن أول جزء من الأجزاء الخمسة عشر وهو ينتقل
من جزء إلى جزء ولا تظهر حركته . ومتى صار رأس القلم إلى آخر الأجزاء فإن البازي يلقي من منقاره بندقة من
صفر مصبوب صامتة وزنها نحو من ثلاثين درهما إلى فم الثعبان فيثقل رأسخ وينحط هوناً حتى يصير رأسه إلى
صدر الزورق فيلقيها على مرآة في صدر الزورق وتستقر في صدر الزورق ويرتفع الثعبان إلى ما كان عليه وقد
عاد قلم الكاتب إلى أول الأجزاء سريعا فيكون الماضي من النهار ساعة مستوية ثم ينقل الكاتب قلمه من جزء إلى
جزء حتى يصير على آخر الأجزاء فيلقي البازي من منقاره بندقة أخرى إلى فم الثعبان فينحط هونأً ويلقيها على
المرآة ويعود إلى مكانه وكذلك في كل ساعة حتى يكمل في النهار والليل أربع وعشرون ساعة مستوية ما نقص من
النهار عن 12 ساعة يزيد في الليل وما نقص في الليل يزيد في النهار ."
التقنيات المعتمدة في فنكان الزورق
النرماذجات والسلاسل لتحريك الثعبان البكرة والأثقال لتخريك الكاتب يمنة ويسرى تقنية تساقط الكرات إلى فم البازي
الشكل الرابع من النوع الأول وهو فنكان الفيل يعرف منه مضي
الساعات المستوية
يقول الجزري:
"وهو فيل مكمل وبين كتفيه رجل كالفيال راكب بيده اليمنى فأس وهي
مرتفعة عن رأس الفيل وفي يده اليسرى مدق موضوعة على رأس
الفيل .وعلى رأس الفيل سرير ثابت مربع الشكل يحيط به درابزين
وعلى كتفي الفيل قدحان لطيفان ثابتان. وعلى كل ركن من السرير
اسطوانة وفوق الأساطين الأربع قصر فوقه قبة وفوق القبة طائر.
وفي وجه القصر وهو مما يلي رأس الفيل روشن لطيف بارز عن
أسفل القصر وفي الروشن رجا جالس وعن يمينه وشماله رأسا بازين
خارجان من كوتين في القصر...وفي أعلى وجه القصر نصف دايرة
محدبها إلى فوق وعلى محيطها خمسة عشرة ثقبا وبين الأساطين
وعلى أنصافها محور معارض وعليه ثعبانان. وعلى وسط السرير
مكبة كهيئة دكة مستديرة وعلى الدكة رجل جالس وفي يده قلم وبين
يديه على أرض الدكة خط قطعة قوس من دايرة مقسوم سبع درجات
ونصف درجة"
طريقة العمل
في أول النهار يكون رأس قلم الكاتب خارج عن أعداد الدرجات فيسير سيرا منتظمأ شمالاً حتى يوازي راس القلم
أول درجة فيكون الماضي من النهار درجة من خمسة عشر درجة من ساعة مستوية . وكذلك حتى يأتي على سبع
درجات ونصف وهي نصف ساعة فحينئذ يصفر الطائر على القبة ويدور. ويرفع الرجل الجالس في الروشن يده
عن منقار البازي الأيمن ويخرج من منقار البازي الأيمن بندقة إلى فم الثعبان الأيمن فينزل بها الثعبان ختى يصير
رأسه غلى القدح الأيمنالمتخذ على كتف افيل فيلقي البندقة في القدح ويعود إلى مكانه فيضرب الفيال رأس الفيل
ضربة واحدة بالفأس ويرفع يده اليسرى بالمدق ويضرب بها رأس الفيل ، وتخرج البندقة من صدر الفيل وتقع على
مرآة معلقة ببطن الفيل فيسمع صوتها ...وتعاد نفس الحركة لجهة اليسار وهكذا ليوم كامل .
التقنيات المعتمدة
اعتمد الجزري على التقنية نفسها التي اعتمدها في فنكان الزورق لتخريك الثعبان (النوماذجات والسلاسل ) وكذلك
لبكرة مع الأثقال لتحريك الكاتب
أ ب
الرسم (أ) يظهر تقنية تحريك يدي الفيال
الرسم (ب) يظهر وضع الكرات بحيث عندما تسحب حلقة (م) افقيا تسقط الكرة في الثقب المعد لها.
الشكل السادس من النوع الأول وهو فنكان الطواويس يعرف منه مضي ساعات مستوية
في صفة ظاهر الصورة ومعناها. يقول الجزري :
" ويجب أن تكون هذه الصورة فوق شاذوران وبركة وأرفع منهما، وأول هذه
الصورة هو شبيه بمحراب وفي أرض المحراب كرة قطرها فتر وعلى الكرة
طاووس ذكر متخذ من نحاس مجوف مولف أخف ما امكن وقد نصب ذنبه وبسطه
وكأنه يتجلى وأرفع من هذا المحراب محراب فيه فرخا طاووس كل منهما قايم من
جنب المحراب كأنهما يتناقران. وأرفع من هذا المحراب محراب في أرضه كرة
ألطف من الكرة الأولى وعليها طاووس أنثى ألطف من الذكر وقد مدت رقبتها
ومنقارها على الركن الأيمن من المحراب ، وأرفع من هذا المحراب نصف دايرة
محدبها إلى أسفل وعلى محيطها خمس عشرة جامة من زجاج الصورة
طريقة العمل
يقول الجزري :" وأما المعنى وهو الغرض المطلوب فإن منقار الطاووس الأنثى
على الركن الأيمن من المحراب في أول النهار ثمتفارقه منصرفة إلى يساره حتى
تضع منقارها على الركن الأيسر وقد مضى من النهار نصف ساعة مستوية فحينئد
يحمر من الجامات الزجاج نصف أول جامة ويتناقر الفرخان ويصفران صفيراً شديداً ويدور الطاووس الذكر هوناُ
كأنه يتجلى ويطول مدة ذلك هنية ما وقد عادت الطاووس الأنثى إلى يمينها ومنقارها على الركن الأيمن وكذلك
يجري الأمر في كل نصف ساعة حتى غروب الشمس وقد احمر من الجامات بعدد ساعات ذلك اليوم.
وأما الحال في الليل فلا يتغير شيئاُ ما خلا الجامات فإنه يرى الحمرة ضؤ تتكمل به الجامات بعدد ساعات تلك
الليلة" .
التقنيات المعتمدة في فنكان الطواويس
أ ب
الرسم (أ) - يمثل التقنيات المعتمدة من قبل الجزري لتحريك الطاووس وكأنه يتجلى في كل نصف ساعة . أما مكان
الطاووس فهو على الكرة المنتصبة على محور الدولاب المسنن (ق).
نلاحظ على يمين الرسم خابية الماء ومن ثم الكفة التي تتفرغ بفترة معينة . كما يلاحظ وجود دولاب الكفات الذي
يدير الدولاب المسنن المركب على محوره.
الرسم (ب) - يظهر فيه دولاب الكفات لتحريك الفرخان وكذلك الأنبوب (ك) المنتهي بحبة الصفير من جراء
الهواء المطرود من الوعاء (ذ) .والفرخان يتحركان بطريقة وكأنهما يتناقران.