عبد الرحمن أبوالفتح الخازني

هو أبو الفتح عبد الرحمن بن منصور الخازن أو الخازني ، فيزيائي،فلكي، رياضي، ومهندس. لم يستطع مؤرخو العلم تحديد تاريخ ميلاده لكنهم اجمعوا على أنه توفي في عام 550 هجري /1155م .

.قدم الخازني إلى مدينة مرو أشهر مدن خراسان عبدا بيزنطيا صغيرا فاشتراه أبو الحسن على بن محمد المروزي خازن مدينة مرو ( الذي كان يلقب بالخازن نسبة لعمله) واعتقه وأحسن تربيته  لذلك لقب الفتى "بالخازن "  

. إن لقبه هذا إختلط على مؤرخي العلوم الأوروبيين إذ خلطوا بينه وبين أبو جعفر الخازن وإبن الهيثم وذلك بسبب كتابة الإسم باللغة اللاتينية  

   هو أبو فتح بن منصور الخازن    al-khazin

  هو أبو جعفر الخازن al-khazen

 هو إبن الهيثم al-Hazen

عاش الخازني  في مدينة مرو في اوائل  القرن السادس الهجري /الثاني عشر ميلادي في عهد الخليفة العباسي المسترشد بالله (حكم بين 512-529هجري/1118-1134م )

لقد أظهر الخازني منذ نعومة أظافره حبا وشغفا للعلم مما حدى بالمروزي للإهتمام به حيث وفر له التعليم والدراسة على أيدي أشهر علماء مدينة مرو فنبغ في العلوم الفيزيائية والهندسية والفلكية وغيرها من علوم عصره . تربى على تعاليم الدين الإسلامي فاعتنقه واعتز به. فكان ورعا زاهدا بأمور الدنيا .

 عمل  أبو الفتح منصور الخازني خازنا لمكتبة السلطان أبي الحارث معز الدين سنجر السلجوقي إبن ملك شاه بن ألب أرسلان سلطان خوارزم (509هجري/1115م) وقد نال الحظوة عند هذا الوالي وبطانته من الأشراف ورغم ذلك ظل اسلوبه في الحياة غاية في البساطة والتواضع.

 يقول عنه البيهقي في كتابه "تاريخ حكماء الإسلام" :" كان الخازني  غلاما محبوبا لعلي الخازن المروزي، وحصل علوم الهندسة وكمل فيها والمعقولات ما وافقة طبعه مع جهده في تحصيلها،..كان نقي الجيب عن الأطماع الخبيثة ، بعث السلطان الأعظم سنجر إليه ألف دينار على يد الإمام شافع الطبيب فرده وقال: لا أحتاج إليا، وبقي لي عشرة دنانير، ويكفيني ثلاثة دنانير، وليس معي في تلك الدار إلا سنور .. وكان يلبس لباس الزهاد ولا يأكل إلا من طعام الأبرار".

 لم يذكر مؤرخو العلم عربا او مستشرقين  كيف أصبح اسم هذا العالم "أبو الفتح بن منصور الخازني " لكن ومهما يكن من أمر فقد عمل في حقول علمية عدة والف فيها ومن أشهر مؤلفاته كتاب "ميزان الحكمة " الذي نسبه بعض المؤرخين الغربيين إلى أبن الهيثم.  

 لكن في  منتصف القرن التاسع عشر الميلادي عثر قنصل روسيا كانيكوف في تبريز (إيران) على كتاب "ميزان الحكمة" وكتب عنه عدة مقالات ولفت الأنظار إلى صاحبه وأهداه إلى جامعة بترسبرغ  . كما أعتنى العلماء الألمان بتراث الخازني ومنهم فيدمان الذي بحث وعلق على بعض القصول المترجمة من الكتاب نفسه وأوضح فضل الخازني ومكانته بين علماء العالم وأهميته في مسيرة الحضارة الإنسانية.

 كما إن الآستاذ مصطفى نظيف  قد يكون أول عربي يتكلم عن كتاب "ميزان الحكمة" وأهميته في علم الفيزياء كما ذكر الكتاب قدري حافظ طوقان في كتابه"تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك" وعلق عليه.

   يعتبر الخازني ، في نظر الكثير من مؤرخي العلوم بأنه استاذ الفيزياء لجميع العصور . في هذا المجال يقول سارتون:"ولقد دهش الكثيرون من قيام الخازني بإتمام كتابة ميزان الحكمة عام 1122...إن كتاب "ميزان الحكمة" للخازني من أجل الكتب العلمية وأروع ما أنتجته القريحة في القرون الوسطى.. ويحتوي كتابه على دراسات في علوم الميكانيكا والهيدروستاتيكا- –والفيزياء..."

 مؤلفاته

 - كتاب ميزان الحكمة

 - جامع التواريخ 

 - الزيج المعتبر السنجري

 -  كتاب التفهيم 

 - الآلات المخروطية  والآلات العجيبة الرصدية

 - ومقالة بعنوان " في اتخاذ كرة تدول بذاتها بحركة مساوية لحركة الفلك ومعرفة العمل بها"

أعماله

      - ابتكر مقياس لقياس كثافة الهواء والغازات       

       - بحث في طرق تحديد كثافة الأجسام الصلبة

      - بين ان للهواء وزنا وقوة رافعة كالسوائل وان الجسم المغمور في الهواء ينقص عن وزنه الحقيقي ويتوقف هذا على كثافة الهواء .

-        - اخترع ميزانا ذي خمس كفات استطاع به التحقق من الأحجار الكريمة الأصلية

      - ابتكر ميزان الساعات الذي نستطيع بواسطته معرفة التوقيت في الليل والنهار وتحديد الساعة وأجزائها- 

-       وفي كتابه "الزيج المعتبر السنجري "  نجد نتائج الأرصاد التي أجراها في عام 509 هجري (1115-1116 م) بالإضافة إلى أرصاد أخرى هذا وهناك أعمال مهمة أخرى لا مجال لذكرها في هذا الملخص عن حياة عالم تميزت أعماله بالدقة المتناهية وحياته بالاكتشافات المهمة .

  

هبة الله إبن ملكا البغدادي (480-560 هجري/1087-1165م

 هو أبو البركات هبة الله إبن ملكا البغدادي . ولد ونشأ في البصرة ثم ارتحل إلى بغداد وعمل في قصر الخليفة

العباسي المقتدر وكدلك في قصر المستنصر حيث حظي بمكانة عظيمة . إنه يهودي الأصل لكنه اعتنق الإسلام

وتفقه فيه حتى صار في مقدمة العلماء المسلمين في العلوم التطبيقية . اهتم إبن ملكا اهتماماً كبيراً بالطب ومن كتبه 

في هذا الحقل"إختصار التشريح" و "كتاب الأقرابازين". أما كتابه "المعتبر في الحكمة" فهو موسوعة في علم الطب

والإلاهيات .

 توفي هبة الله في همذان عن عمر يناهز الثمانين عاماً  قضاها بالبحث والتاليف . وتذكر بعض المراجع بأنه تألم في

آخر حياته  بسبب الأمراض التي أصابته وخاصة عندما فقد بصره.

 

ملاحظة : للآطلاع على اعمال هبة الله في الفيزياء راجع في هذا الموقع قسم "الميكانيكا العامة".