الفارابي(259-339 للهجرة / 872-950م)

هو أبو النصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان من بلدة فاراب. أقام في بغداد مدة واكتسب فيها ثقافته وعلومه ودرس الحكمة والمنطق على الحكيم أبي بشر متى بن يونان المتوفى سنة 328 هجرية، وعلى الحكيم يوحنا بن حيلان الذي هو من أساتذة الفلسفة اليونانية ببغداد والمتوفى فيها أيام الخليفة المقتدر العباسي. انقطع الفارابي إلى قراءة كتب ارسطوطاليس في المنطق حتى برع فيها وشرحها. وذُكر أن كتاب النفس لأريسطو وُجد مكتوبا عليه بخط الفارابي "إني قرأت هذا الكتاب مائة مرة". بلغ الفارابي شهرة واسعة حتى لقب بالمعلم الثاني أي ثانيا لأريسطو.

يعد الفارابي من أعظم الفلاسفة العرب، وقد اشتهرت تصانيفه وذاع صيته فاستدعاه سيف الدولة الحمداني وأكرمه وعظمت منزلته عنده. في سنة 338 هجرية سافر إلى مصر ورجع بعدها إلى دمشق حيث توفي فيها عام 339 هجرية.

لقد كان الفارابي منذ حداثة سنه مولعاً بالموسيقى فكان وهو صبي يضرب على العود ويغني. يقول ابن أبي أصيبعة:"كان في علم صناعة الموسيقى وعملها قد وصل إلى غايتها وإتقانها إتقانا لا مزيد عليه.

مؤلفاته:

لقد ذكر ابن أبي أصيبعة أكثر من مائة كتاب للفارابي يدور معظمها حول الفلسفة وعلم المنطق، وله في الكيمياء مقالة ، وله في الهندسة كتاب، وفي العلوم العسكرية كتاب...إلى غير ذلك من الكتب في مواضيع أخرى.

أما مؤلفاته في الموسيقى فهي: كتاب الموسيقى الكبير وكتاب في إحصاء الإيقاع، وكلام في الموسيقى، وكتاب في إحصاء العلوم الذي يتضمن جزءا خاصا بعلم الموسيقى.

إن كتاب الموسيقى الكبير هو من أهم مؤلفات الفارابي. لقد اهتم الباحثون في أوروبا وفي البلاد العربية اهتماما بالغا بهذا الكتاب وتمت ترجمته إلى عدة لغات وذلك لأنه يضم معلومات قيمة تتناول معظم جوانب  الموسيقى العربية النظرية منها والعملية إضافة إلى وصف مفصل لمعظم الآلات المستعملة في عصره.