الموسيقى العربية في القرن العشرين

كما كان العصر العباسي عصر ازدهار وتطوير للموسيقى العربية وألاتها في شقيها النظري والعملي كذلك كان

للقرن العشرين نهضته الموسيقية التي تجلت بإنتفاضة مميزة، في جميع اقطار العالم العربي، لإحياء هذا التراث

الموسيقي  واستعادة أمجاده السابقة. فقد كثرت المؤتمرات العلمية الموسيقية وتوسعت الأبحاث والدراسات

النظرية والعملية في هذا المضمار. كما ظهر تطور ملموس في صناعة الموسيقى.

 لقد شعر الموسيقار العربي بأن ثمة آلات أخذت من موطنها  الأصلي وطوّرت لتعزف الألحان الغربية وباتت

وكأنها لم يكن لها أصل عربي .لذلك حاول إرجاعها إلى موطنها الأساسي بتطويرها من جديد لكي تعزف الألحان

الشرقية  دونما تغيير في نغماتها وايقاعاتها . نذكر على سبيل المثال لا الحصر الأحداث التالية:

 في عام 1945  استطاع الأستاذ والموسيقار جوزيف أيوب تطوير آلة الريكوردر الأجنبية المعروفة بالعربية باسم

فلوت ذات المبسم أو الصفارة، بحيث استطاع أن يعزف عليها مختلف الألحان الشرقية التي كانت تعزف على

الناى. والتطور هذا مكَّن العازف الشرقي من متابعة العزف مع الفرقة الموسيقية دون حاجة لتغيير الريكورد كما

هو الحال في العزف على الناي حيث إن الناي لا يستطيع احتواء أكثر من مقام موسيقي .

في عام 1968 وفي مهرجانات بعلبك الدولية قدّم الدكتو الموسيقار وليد غلمية معزوفة شرقية على آلة

الأرغن الحديث وذلك بعد أن طوَّره وركَّز نغماته للتوافق مع نغمات الموسيقى العربية.

أما عازف التروبيت الفنان والموسيقار جوزيف أيوب أستطاع ان يطور ميكانيكية الآلة لتعزف كل

أنواع الموسيقى الشرقية وخاصة التقاسيم . وقد طور تلك الآلة أيضاً الدكتور محمود أحمد الحفني

 وذلك بادخال صمام رابع مخصص للخنصر يساعد على الهبوط بمنطقة أصوات الآلة ربع صوت

         

وقد جرت محاولات عدة على تقنية البيانو الغربي وادخل إليه الربع صوت فأصبح بذلك يعزف الأغاني الشرقية .

وقد قام بهذه المحاولة كل من الأستاذ عبد الله شاهين منذ النصف الأول للقرن  العشرين ، والدكتورة وجيهة عبد

الحق ، كما أجريت دراسات عدة في المانيا بهذا الخصوص.

وفي القرن العشرين أيضا طور الأستاذ ربيع حداد آلة العود لتصبح عائلة مؤلفة من سبعة أعواد بقياسات مختلفة

لجهة حجم الصندوق وطول الزند ، وطول الأوتار وغلظها بحيث تغطي المجموعة نحوى ستة دواوين تتماشى مع

المساحة الصوتية التي تغطيها آلات الفرقة السامفونية . وقد رُتّبت  القياسات وجميع عناصر صنع عائلة آلة العود

بحيث تكون المجموعة متدرجة بالحجم وغلظ الصوت تتناسب مع مراحل دراسة طرق العزف على هذه الآلة

وتوزعت على الشكل التالي:

في المراحل الأولى من الدراسة وللأولاد ثلاثة أعواد تتدرج من أصغرهم إلى الفتى اليافع

وللعازفين الأكبر سناً أربعة أعواد تغطي أصواتها كل الطيف الصوتي الممتد إلى ستة دواوين

من هذا المنطلق أصبح بالإمكان تطوير التأليف الموسيقي العربي بحيث يؤدى من قبل فرقة موسيقية متكاملة عمادها

الأول وعمودها الفقري آلة العود بقياساتها المختلفة

هذا وتتألف عائلة العود من ثلاثة أعواد للتعليم أعطيت الأسماء التالية

الفطيم خصص للأعمار التي تتراوح ما بين الست والثماني سنوات

الدارج ، خصص للأعمار التي تتراوح ما بين الثماني والعشر سنوات

اليافع خصص للأعمار التي تتراوح ما بين العشرة والأني عشرة سنة

 هذا ولقد خصص اربعة أعواد للعازفين في فرقة موسيقية وهي تحمل الأسماء التالية

عود الصبية وقد خصص للفتيات اللواتي تعدين سن الثانية عشرة

الأليف الذي خصص للأعمار التي تعدت الأربعة عشر عاماً

الأعنق ذو صوت حاد يعلو العود المألوف مدرجأً واحداً

الرخيم ذو صوت غليظ ينخفض عن العود المألوف مدرجا كاملاً

يعطي الأستاذ ربيع حداد أبعاد أعواد العزف مقارنة مع آلة البيانو وفقاً للرسم التالي