الجُلجُل

يُعرف الناقوس الذي على شكل الكأس أو الطاس عادة باسم الجرس ، عل حين أن الجرس الصغير ذو الشكل

الدائري يسمى الجُلجُل والجلجلة تعني تحريك الجلاجل وإبل مجلجلة تعني علق عليها الأجراس .

وقد شبه الخليل صوت الصنوج الصغيرة التي تعلق بطرف الدف بصوت الجلاجل، أي الأجراس الصغيرة، والواقع

أن هذه الأجراس الصغيرة كانت تثبت بعض الأحيان  بالدفوف (1) .

وقد عرف العرب نوعا معقدا من الجلاجل والصنوج استوحوه بدورهم من اليونانيين، فقد جاء وصفه في رسالة

كتبها شخص يدعى (مورسطوس ) الذي يدين بحثه إلى مصري يدعى (ساعاطس) أو (ساطس ) كانت كتاباته

معروفة بالعربية في وقت مبكر يرجع إلى القرن العاشر الميلادي، وكانت هذه الآلة تسمى (الجلجل الصياح)  (2)

 

صفة الجُلجُل الذي إذا حُرك خرجت منه أصوات مختلفة شجية غنجة

" تتخذ آلة شبيهة بنصف بيضة من شبه طالقون معجون بالزجاج

الفرعوني ، ثم تتخذ نصفاً آخر مثل هذا النصف في الإستواء حتى

يكون إذا رُكب أحد النصفين على الآخر صار في هيئة الجلجل . ثم

تتخذ في داخله حجباً على ما ترى في الصورة ولتكن هذه الحجب

متناسبة، وتكون نسبتها عل قد ما نصورها ، وتكون عدة هذه

الحجب15  ويكون تركيبها في داخل الجلجل على ما ترى في

الصورة .

وعلم نسبتها أن تكون سعة الحجاب الأول مما يلي الحاشية من يمنة

الجلجل ، مثل نصف الحجاب الثالث مما يلي النصف الأيسر.

وتكون سعة الحجاب الثاني من يمنة الجلجل مثل ثلثي الحجاب

الأول من وسط الجلجل من يسرة الجلجل. ويكون الحجاب الثالث

مما يلي الأيمن مثل الحجاب الأول مما يلي الأيسر . فهذه ستة حجب

وتكون طوالاًعلى ما ترى في الصورة. ثم يحجب نصف الجلجل بصفيحة من أوله إلى آخره على ما ترى. ثم تتخذ

حجابين قصيرين من يمنة ويسرى عن الصفيحة التي في وسط الجلجل ، وتكون هذه الحجب بصفائح على ما ترى

في الصورة شبيهة بالطاقات، وتكون المواضع الفارغة من هذه الطاقات على ما ترى ليدور الصوت في فراغ ذلك

الهواء. تثقب في المواضع الخالية ثقب إلى الموقع الفارغ الواسع الذي في أعلى الجلجل . ثم تقطع هذه الحجب

بحجب أيضا بعدد ما ترى في الصورة، وتثقب في كل 121 سطحا إلى كل موضع خلا ثقب ليدور فيه الصوت،

وتكون الثقب على نسبة أيضا في قدر سعتها. فإذا أحكمت هذا على ما أمرتك وصورته فإتخذ بنادق متناسبة في

أقدارها أيضا على قدر تناسب الحجب لتكون كل بندقة في حجابها. 

وزعم الحكماء أن هذه الآلة عملها ساطس(كذا) القديم في بلاد مصر العتيقة ، فلما ضرب بها هرب من ذلك الموقع

كل سبع وكل هوام وكل طير حتى هربت مواشيهم وكاد أكثرهم أن يجن فاستعفوا من ذلك. فنصبها على موضع

مشرف بعيد من المدينة جداً. وبنى في ذلك الموضع هيكلاً وهو يسمى زواس أي ( المشتري) ذو(ذي) الحسن

واتخذوا له عيداً فكانوا يحركون الجلجل في يوم عيدهم ثم يذبحون ويتقربون. وزعم أنه عمل البنادق من حجارة

الخماهن وهو الحديد المخلوط مع الحجر الصلب الأسود الذكر فاعلم ذلك.

وكانت استدارة هذه الآلة 25 شبراً، فإذا فرغت منها على ما وصفت فاطبق الطبق الآخر والجهة حتى يصير كأنه

بيضة ثم اثقب بحذاء كل حجاب من الطول ثقباً أو شقاً صغيراً في هذا النصف الأسفل. وتكون هذه الثقوب أو

الشقوق على نسبة أيضاً. ثم اثقب في الحجب الأربعة العالية وشق شقوقاً في صدر الجلجل أيضاً ،ثم اتخذ له ما يعلق

فيه وهو منجنيق على أربعة أساطين ، وتكون في رأس الآلة حلقة عظيمة تعلق في رأس المنجنيقي وتشد بها

الحبال  فإذا أرادوا الضرب بهذا الجلجل مد الرجال الحبال وحركوها ويكونون قد سدوا آذانهم بالقطن. فإنه يخرج

منه أصوات عجيبة جداً على ما وصفناه الله "

1 - إبن منظور : لسان العرب- مجلد 11 صفحة 122 مادة الجلجل

2 - شيخو الأب لويس : مجلة المشرق ثلاث مقالات عربية في الآلات المنغمة ، العدد الأول 1906 بيروت صفحة 26-27