الآلات الوترية

 

- ألآلات الوترية

وهي الآلات التي تحتوي على أوتار يجذبها العازف بأصابعه أو يجعل القوس يمر عليها، وأهمها:

- العــــــود

العود من أهم الآلات الموسيقية العربية، نعته القدامى "بسلطان الآلات وجالب المسرات". وهي الآلة التي استعملها

الفلاسفة

وعلماء الموسيقى في شرح النظريات الموسيقية. والعود من الآلات الوترية التي تضرب أوتارها بواسطة الريشة

(المضراب)

تاريخه

لقد اختلفت الآراء حول أصل العود وتاريخه نذكر منها:

يرى فارمر أن العود الخشبي انما اقتبسه العرب من الحيرة بدل عودهم الجلدي ( وهو عود ذو وجهين من الرق ).

وذكر الجواليقي أن البربط معرب وهو من ملاهي العجم شُبِه بصدر البط والصدر بالفارسية  ( بر) فقيل بربط. قال

الأعشى:

وبربطنا دائم معمل                  قد كاد يغلب أسكارها

وسمي العود أيضا بالموتر. قال لبيد:

بصبوح صافية وجذب كرينت      بموتر تأتاله ابهامهـــا

ويذكر بعض المؤرخين بأن آلة العود ظهرت عند قدماء المصريين منذ أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة حيث

عرفت الدولة الحديثة، التي بدأت حوالي سنة 1600 قبل الميلاد،العود ذات الرقبة القصيرة

 

         

            

العود ذو الرقبة القصيرة                                     عود فارسي قديم                       عود فرعوني عثر عليه في مدافن طيبة

 

                    

كما عثر في مدافن  طيبة على عود فرعوني ذي رقبة طويلة وريشته من الخشب كانت تعلق بحبل في العود

ويرجع عهده  الىسنة 1300 ق.م.

وقد وصف الأدباء العود وصفا دقيقا، ولعل خير وصف له ما قاله عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود  ليزيد بن

عبد الملك  :

انا أخبرك ما هو : محدودب الظهر ، أرسخ البطن ، له أربعة أوتار ، اذا حركت لم يسمعها أحد الا حرك أعطافه

وهز رأسه .

وعبر التاريخ الطويل للعود طرأت عليه تغييرات شملت أجزاءا مختلفة منه. فكان العود ما قبل الاسلام مثلا يحتوي

على ثلاثة أوتار، وصندوقه الصوتي صغير، وعنقه طويل.

أما في العصور الاسلامية فقد اصبح العود يحتوي على أربعة أوتار واتسع صندوقه الصوتي وأضيفت الى العنق

قاعدة للمفاتيح.

وخير ما نستدل به على وصف هذه الآلة ما ورد على لسان أشهر الموسيقيين العرب في مخطوطاتهم التي

خصصوها للموسيقى وآلاتها.

إن أول دراسة وصلتنا عن العود نجدها في مخطوط  الكندي التي تحمل عنوان "رسالة الكندي في ا للحون والنغم"

في هذه الرسالة  يشرح الكندي كيفية تركيب العود في جميع أجزائه ويعكف على عرض نوعية الأوتار وغلظها

 ونسبها، ثم يتعرض لتسوية الأوتار وتدوين النغمات بالأحرف الأبجدية في جداول منظمة.

 

وللفارابي وصف دقيق للعود في موسوعته الموسيقية "كتاب الموسيقى الكبير" حيث يقول

وهذه الآلة من الآلات التي يحدث فيها النغم بقسمة الأوتار الموضوعة فيها وتشد على المكان المستدق منها دساتين

تحت الأوتار تجدد أقسامها التي تسمع منها النغم فتقوم لها تلك المقام حوامل الأوتار ، وتجعل موازية لقاعدة المشط

وهي التي فيها أطراف الأوتار متباينة الأماكن. وفيها تشد الأوتار ثم تمد عنها وتجمع أطرافها في مكان واحد حتى

يصير وضع اوتارها شبيه شكل أضلاع مثلثات تبتدئ من  قاعدة واحدة وتنتهي ارتفاعاتها إلى نقطة واحدة"

هذا الوصف ينطبق تماما على آلة العود المستعملة حاليا في البلاد العربية وكذلك في البلدان الشرقية ما عدا شيئا

واحدا هو أن العود المستعمل  حاليا لا يشد عليه دساتين كما هو الحال في آلة العود التي كانت تستعمل زمن

الفارابي . وأضاف الفارابي وترا خامسا للعود كما أوضح ذلك في مؤلفه حيث يقول:" أن يزاد وتر خامس فيشد

تحت الزير وتقر الدساتين على حالتها ونجعل نغمة مطلق الخامس مساوية لنغمة خنصر الزير ولنسم هذا الوتر

الحاد".

وصف العود العربي المعاصر

يتكون العود من صندوق صوتي مصنوع من الخشب طوله خمسون سنتمترا ، وعرض أوسع منطقة فيه يبلغ سبع

وثلاثين سنمترا . يتصل بالصندوق الصوتي الرقبة أو العنق وطوله عشرون سنتمترا ، وينتهي بالرأس إو (البنجق)

أو قاعدة المفاتيح ويبلغ طولها 22 سم وفيها عدد من الملاوي أو ما يسمى بالمفاتيح  ويبلغ عددها أحد عشر مفتاحا.

وتشد على العود بصورة متوازية لوجه الصندوق الصوتي أو الصندوق الرنان خمسة أوتار ثنائية الشد أي مزدوجة

، ولكل وتر مزدوج صوت واحد . ويبلغ طول وتر العود ستين سنتمترا ويحتوي وجه العود على فتح مختلفة الحجم

، ذات زخارف مختلفة تقوم بتقوية الصوت وتعرف باسم الشمسية ، وتصنع من الخشب أو العاج تنتهي الأوتار

بالمشط وهو قطعة صغيرة من الخشب مثبتة على صدر العود وبها ثقوب ثنائية لربط أطراف الأوتار . وهناك

الرقمة وهي قطعة من الباغة أو ما يماثلها تلصق على وجه العود بين الجسر والشمسية الكبرى، وذلك لصيانة وجه

العود من تأثير اصطدام الريشة به عند العزف

 

وتجدر الإشارة الى أن الفتح الموجودة على وجه الصندوق للعود قد تنوعت

وتطورت عبر العصور ، فبعد أن كانت مجرد ثقوب دائرية أصبحت على

شكل هلال أوهلالين، أو فتحا سداسية أو دائرية ذات نجوم سداسية وزخارف

هندسية . في العصر العباسي كانت فُتح العود بشكل (S) أو ما شابه، وهو

الشكل الذي نجده في الآلات الوترية.

أما طريقة مسكه فهي لم تتغير منذ العهد البابلي

العود الصنعاني أو القنبوص

يصنع العود الصنعاني من الخشب بحفر وسطه ، أي ان أضلاعه لا تلصق،  وانما

هي كتلة واحدة  ويصنع وجهه من الجلد الرقيق الذي غالبا ما يكون من جلد الغزال أو

الماعز الصغير تشد على الآلة أربعة أوتار ، ثلاثة منها في مجاميع ثنائية ، وهي وتر

الكردان والنوى والدوكاه ، والرابع مفرد وبدون قرار الكردان أي الرست . أما أوتار

الآلة الثلاثة الأولى ، الأوتار الثنائية ، فهي تصنع من مصران الماعز بخلاف الوتر

الرابع الذي يصنع من مصران الماعز ويجدل بألياف من المعدن " من النحاس غالبا

أو من الفضة".

 طريقة العزف على الآلة

يحتضن العازف الآلة في منطقة في وسط صدره ويستعمل ريشة أو مصراناً من ريش

الطير أو من الخشب اللين . أما منطقة أصوات الآلة فهي التالي :

 

 

         

إن العازف على هذه الآلة لا يستطيع تغييرأوضاع  أصابعه   نظراً لعرض زند الآلة .الذي يحول دون ذلك.

أما بالنسبة لدوزان العود الصنعاني فهي كما يلي:

يدوزن الوتر الكردان على أعلى طبقة صوتية يستطيع الغني أن يؤديها، وبهذا فإن الدوزان يتغير حسب منطقة

صوت المغني، إلا ان النسب بين الأوتار تظل كما شُرخت في الرسم أعلاه  لا تتغير .

 

الطنبور

الطنبور أو الطنبار او التنبورة - الاسم القديم لهذه الآلة – يمتاز الطنبورعن بقية الآلات الوترية بأنه طويل العنق،

ذو صندوق، كروي أو نصف بيضاوي، يشد فيه وتران .تسوى نغمة الوتر الثاني مساوية نظيرتها الحادثة من

نصف الوتر الأول الأثقل صوتا وقد يشد فيها ثلاثة أوتار. ويؤخذ منه النغم بقسمة أوتاره بالأصابع كما في العود

ولقد عرف قدماء المصريين هذه الآلة منذ حوالي سنة 1600ق.م. من نقوش الأسرة الثامنة عشرة. وعرف في

القرن العاشر صنفان من الطنبور :

 

الطنبور البغدادي : وقد نسب إلى العابئة وظل محتفظا في دساتينه بسلم الجاهلية. كان يُستعمل في جنوب وغرب

العراق.وكان لهذا النوع وتران.

الطنبور الخراساني: كان يؤثر هذ ا النوع أهل شمالي وشرقي خراسان.وكان لهذا النوع وتران أيضا وان كان

يركب له ثلاثة أوتار احيانا.

             عازفة بالطنبور                                                                 من مخطوط الفارابي

إن خير وصف نعتمده هو ما جاء على لسان الفارابي في "كتاب الموسيقى الكبير " تحت عنوان الطنبور

يقول الفارابي: " ونتبع ما قلناه في العود أن نقول في الآلات التي تجانسه ، وأقرب ما يجانسه من الآلات هي الآلة

التي تعرف بالطنبور ، اذ كانت أيضا يستخرج منها النغم بقسمة الأوتار التي تستعمل فيه " وهذه الآلة هي أيضا

قريبة من الشهرة عند الجمهور من العود ، واعتيادهم والفهم لها يقارب اعتيادهم على العود والفهم له . وشأن هذه

الآلة في أكثر الأمر، أن يستعمل فيها من الأوتار، وتران فقط ، وربما استعمل فيها ثلاثة أوتار، غير أنه لما كان

الأشهر فيها استعمال وترين اقتصرنا أولا على ذكرها بوترين .

 "والذي يعرف بهذا الأسم في البلدة التي كتبنا فيها كتابنا هذا صنفان من الآلة ، صنف يعرف بالطنبور الخراساني،

ويستعمل لبلاد خراسان وما قاربها وفيما حواليها وفي البلدان التي تتوغل  الى شرقي خراسان والى شمالها،

وصنف آخر يعرفه أهل العراق بالطنبور البغدادي وفيما قاربها وما توغل منها إلى غربي العراق وإلى جنوبه وكل

واحد من هذه الصنفين يخالف الآخر في خلقته وفي عظمه ، ويستعمل في أسفل كل واحد منها قائمة يسميها أهل

العراق ( الزبيبة ) يشد فيها الوتران معا ثم يمدان جميعا إلى وجه الآلة، ويسلكان هناك على حاملة واحدة منصوبة

على الوجه،قريبا من نهايته التي تلي الزبيبة. وفي الحاملة تحزيزان يفرقان بين الوترين. ويسلك الوترين بعد ذلك

إلى الطرف المستدق من الآلة، وينتهيان إلى ملويين، اما متوازيي الأمكنة، واما منصوبين على خط واحد في طول

الآلة، غير انهما اذا كانا غير متوازنين استعمل في الوترين قبل أن ينتهيا إلى الملويين شيء باعد ما بينهما على

مثال تباينهما بتحريز الحاملة فيصير الوتران اللذان تسمع عنهما النغم في كل واحد من الصنفين متوازي الموضع".

 فيصير الوتران اللذان تسمع عنهما النغم في كل واحد من الصنفين متوازيي الموضع ".

هذا ما كان عليه الطنبور على اختلاف أنواعه قديما من التسويات التي اصطلحوا عليها ، وتطورت هذه التسميات

ودساتينها تبعا لتطور السلم الموسيقي ورقي المشتغلين بهذا الفن وسعة معارفهم. وقد طور الأتراك الطنبور حتى

بلغوا فيه درجة الكمال.

 الكنــــــــارة

 ان التسمية كنارة ( بكسر الكاف وتشديد النون ) ترجع في اصلها إلى الاسم البابلي كناروم وانتقلت هذه التسمية إلى

اللغات المصرية القديمة والعبرية والآرامية. ولا تزال الكلمة العربية كنارة مستعملة في الوقت الحاضر في بعض

ضواحي الهند.

 . وتعرف هذه الآلة في اللغات الآوروبية  باسم لير

 ان أقدم ظهور لها في العالم القديم كان في العراق عند السومريين في حدود (2700 ق.م. ) ومن العراق اقتبست

الأقطار الأخرى هذه  الآلة وفي أول مرحلة لظهورها كان صندوقها الصوتي بهيئة حيوان (ثور) ، ويتم العزف

عليها في حالتي الوقوف و الجلوس . ومن عصر فجر السلالات الثالث حوالي ( 2500 - 2350 ق.م. ) جائتنا بقايا

أصلية للكنارة عثر عليها في المقبرة الملكية في أور ، ومن أشهرها الكنارة الذهبية  التي تحتوي على رأس ثور من

الذهب يعلو مقدمة الصندوق الصوتي الذي يشبه شكل منحرف ( . ويبلغ طول هذه الالة 1,40م وارتفاعها 1,20 م.

 (كانت هذه الآلة معروضة في المتحف العراقي قبل الحرب المستحدثة )

وتذكر المراجع أيضا أن تلك الآلة ظهرت بظهور الدولة الوسطى في مصر وشوهدت صورها حوالي سنة 2000

ق.م. في نقوش مدافن بني حسن.

           

     الكنارة السومرية التي عثر عليها      رأس الثور في الكنارة السومرية           عازفة بالكنارة ( من مدافن طيبة)

      في القبرة الملكية في اور

 والكنارة آلة وترية مصنوعة من الخشب وقطعة من المعدن مغطاة برقمة من الجلد الرقيق ، مستوى أوتارها مواز

للصندوق المصوت ومثبتة أوتارها في اطار خشبي قد يكون أحيانا غير منتظم الأضلاع. وليس لأوتار هذه الآلة

مفاتيح تضبط بواسطتها بل تلف الأوتار على حلقات تنزلق على القضيب الأمامي من اطار الآلة.

 لقد عثر في عمليات الحفر في مصر على خمس قطع من هذه الآلة ... ثلاث منها في برلين  ، وواحدة في لايدن

 وواحدة بالمتحف المصري في القاهرة.

 انتقلت هذه الآلة فيما بعد إلى اليونان ثم الرومان ثم القوط ثم إلى جميع الممالك الأوروبية مثل كثير غيرها من

الآلات. وقد ظلت هذه الآلة على حالتها في وادي النيل محتفظة بطابع سلمها الخماسي ، وما تزال حتى الآن في

شكلها وعدد أوتارها الخمسة على النحو الذي كانت عليه في تلك العصور القديمة. وهي شائعة الأستعمال في أعالي

الصعيد المصري وخاصة في بلاد النوبة حيث تعرف هناك باسم الطنبورة. وهي كذلك آلة شعبية محبوبة في قطاع

بور سعيد حيث تعرف باسم السمسمية.

                                 

عازف بالكنارة (الطنبورة) نوبي                                                      السمسمية

(محافظة أسوان)

آلات وترية أخرى