صناعة الاقـفـال

صناعة الاقفال

 
نبذة تاريخية عن الأقفال والمفاتيح

خلال الفترة الواقعة بين 12 سبتمبر/  أيلول و18 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2006 استضاف المركز الثقافي

"أثيناييس" في أثينا معرضا فريدا من نوعه يحكي تاريخ صناعة المفاتيح وتطور حرفتها في الدول الأوروبية

والإسلامية وأهم المراحل التي مرت بها  هذه الحرفة وما رافقها من تطورات وأحداث.

 لقد ضم المعرض مئات المفاتيح الأثرية التي جمعت من دول متعددة منها دول أوروبية وعربيةوآسيوية ، ويعود

تاريخ المفاتيح المعروضة من عصور اليونان والرومان القديمة إلى بدايات القرن التاسع عشر.

 لقد تحدثت السيدة أثينا سخينيا مدرسة الفنون في جامعة أثينا والمشرفة على المعرض حيث أوضحت"للجزيرة نت"

بأن المعرض يهدف إلى عرض حرفة صناعة  المفاتيح، وما واكبها من تطور ، كما يهدف إلى إظهار تأثير وتأثر

الشعوب القديمة فيما بينها .

 وتضيف أن العرب واليونانيين مثلا كانت بينهم منذ القدم صلات وثيقة وهذا يظهر واضحا في التشابه في الكثير

من الأثريات القديمة الموجودة لدى الشعبين،  والمفاتيح التي اكتشفت بينت أن هناك تشابها كبيرا بين الشعبين في

هذه الحرفة.

وتشير السيدة سخينيا إلى بداية صناعة المفاتيح قائلة:"ان مفاتيح اليونانيين القدماء كانت لها سواعدطويلة وكان منها

على هيئة بشر أو على شكل أدوات فنية وموسيقية"

 وعن أحجام  وأوزان المفاتيح صرحت السيدة سخينيا بأن المعرض يضم مفاتيح يبلغ وزن الواحدمنها  5 كلغ تعود

إلى الأديرة البزنطية. كما توجد مفاتيح صغيرة الحجم أعدت لحقائب السيدات وأخرى للألعاب .

 يضم المعرض أيضا أقفالا لا تقل أهمية وفنا عن المفاتيح حيث تحمل بعضها أشكال حيوانات وسرطانات بحرية.

 وهناك مفاتيح تعود إلى القرن السابع عشر، منها ما استعمل في سجن الإسكندرية وأخرى وجدت في جزيرة كريت

اليونانية.

 ان تاريخ صناعة المفاتيح يعود بنا إلى صناعة الأقفال التي ظهرت حتما قبلها. ابتدأت فكرة الأقفال منذ عهود قديمة

باستعمال عارضة خشبية أو حديدية، يدخل كل طرف من أطرافها في قفاز ثبت على إحدى مصراعي الباب .

في هذه الحال لا يمكن استعمال القفل إلا من الداخل). ثم تطورت الفكرة حيث وجد منذ 3500 سنة وفي مدينة نينوى

Ninive »  قفلا يرافقه مفتاحه وقد صنعا من الخشب . والقفل يحتوي على زلاج يحرك أفقيا. (الشكل رقم ا)

لقد اعتنى الرومان بهذه الصناعة فظهر لديهم القفل الذي يحمل على زلاجه عدة شظايا (الشكل رقم2) . أما حركة

المفتاح في القفل فكانت لا تزال أفقية وعامودية  ثم ما لبث أن تحولت حركة المفتاح إلى حركة نصف دائرية مهمتها

رفع زلاج القفل ليخرج  طرفه من القفاز المعد له .

             

          الشكل رقم - 3 -                    الشكل رقم - 2 -                             الشكل رقم - 1 -

وبقي وضع القفل والمفتاح على حاله حتى ظهر في أوائل القرن الثاني عشر "القفل النابض"  الذي يحتوي في داخله

على عدة شظايا ذات رؤوس كروية . وعند أدخال المفتاح بالقفل وإدارته تضغط كل شظية على نابض ثبت على

رأسها فيفتح القفل.(الشكل رقم 3) .

بعد ذلك أخذت صناعة الأقفال بالتطور وأضيف إلى صندوق القفل الذي يحتوي الزلاج، الاسطوانة ، واللسان. كما

أصبح القفل يتألف من قطعتين: الصندوق ومحتوياته والعلبة المرافقة له التي تُثَبت على أحد مصراعي الباب بعد أن

يثبت   صندوق القفل في الجهة المقابلة على المصراع الآخر. تحتوي العلبة على قفاز أو قفازين أعدا لتلق المزلاج

واللسان.  .(الشكل رقم 4)

                             

                                               الشكل رقم - 4 -

في أواخر القرن الثاني عشر ظهر قفل الأرقام الذي يعتمد شكل رأس مفتاحه على رقم معين (الشكل رقم 5) كما

ظهرت الأقفال  التي تعتمد على الأحرف الأبجدية (الشكل رقم 6)

       

              الشكل رقم - 5 -                                                             الشكل رقم - 6 - 

هذا وقد حاولنا جاهدين البحث في المراجع العربية فلم نجد وصفا لتلك  الأقفال إلا في كتاب الجزري  لذلك سوف

نستعرض اقفال الجزري

الجزري وصناعة الأقفال