علم الميكانيكا عند العرب 

لقد تعرض العلماء العرب بالدراسة لعلم الميكانيكا ضمن قسم "الطبيعيات " ونستعرض فيما يلي اهم ما قيل في هذا

      :يقول اخوان الصفا في رسالتهم الخامسة عشرة

"والأمور الطبيعية هي الأجسام وما يعرض لها من الأعراض اللازمة والمزايلة، وقد عملنا في هذه العلوم سبع

رسائل،اولها هذه الرسالة التي ذكرنا فيها الهيولى والصورة والحركة والمكان والزمان،إذ كانت هذه الأشياء الخمسة

محتوية على كل جسم".

 إعلم وفقك الله أن معنى قول الحكماء "الهيولى" إنما يعنون به كل جوهر قابل للصورة وقولهم "الصورة" يعنون به

كل شئ ، ونقش يقبله الجوهر. واعلم أن اختلاف الموجودات إنما هو بالصورة لا بالهيولا..."

 "أما المكان عند الجمهور فهو الوعاء الذي يكون فيه المتمكن"

 أما الحركة التي تسمى النقلة فهي عند جمهور الناس الخروج من مكان إلى مكان آخر..."

"ثم اعلم أنه لا تنفصل حركة عن حركة إلا بسكون بينهما، وهذا يعرفه ولا يشك فيه اهل صناعة الموسيقى. وذلك

ان صناعتهم معرفة تأليف النغم. والنغم لا يكون إلا بالأصوات، والأصوات لا تحدث إلا من تصادم الأجسام ،

 وتصادم الأجسام لا يكون إلا بالحركات، والحركات لا تنفصل بعضها عن بعض إلا بسكونات تكون بينها  "

 "أما الزمان عند جمهور الناس فهو مرور السنين والشهور والأيام والساعات"

 ويقول اخوان الصفا في رسالتهم السادسة عشر

 والحركات ست أنواع أحدهما النقلة، وهي نوعان دورية ومستقيمة...وأتم الحركات الدورية كما بينا في رسالة

الحركات "

 ويعود اخوان الصفا مرة ثانية إلى تأكيد مفاهيمهم للأمور الطبيعية فيوردون في رسالتهم الرابعة والعشرين ما

نصه:

بيان ذلك أن الجسم بالسكون أولى من الحركة، هو ان الجسم ذو جهات ستة، ولا يمكنه أن يتحرك إلى جميع الجهات

دفعة واحدة،

وليست حركته إلى جهة أولى من جهة فإذاً السكون أولى به من الحركة".ويقول اخوان الصفا في الرسالة الثامنة من

القسم الرياضي ما يلي

 " والجسم من حيث الجسمية ليس بمتحرك، والأفعال لا تكون إلا بالحركة، فالمحرك للأجسام جوهر آخر..."


 ويقول هبة الله ابن ملكا في كتابه "المعتبر في الحكمة " :

 وقوم سموا بالطبيعة كل قوة جسمانية ، أعني كل مبدأ فعل يصدر عن الأجسام مما وجوده فيها، فتكون الأمور

الطبيعية هي الأمور المنسوبة إلى هذه القوة، إما على أنها موضوعات لها ولما يصدرعنها كالأجسام، فيقال أجسام

طبيعية، وإما آثار وحركات وهيئات صادرة عنها كالألوان والأشكال. والعلوم الطبيعية هي العلوم الناظرة في هذه

الأمور الطبيعية، فهي الناظرة في كل متحرك وساكن وماعنه، ومابه، ومامنه، وما إليه، وما فيه الحركة والسكون.

والطبيعيات هي الأشياء الواقعة تحت الحواس من الأجسام وأحوالها وما يصدر عنها من حركاتها وأفعالها، وما

يفعل ذلك فيها من قوى وذوات غير محسوسة، فالعلم يتعرض لأظهرها فأظهرها أولا ويترقى منه إلى الأخفى

فالأخفى..."

 

 1 - اخوان الصفا من فلاسفة القرن العاشرالميلادي ولهم عدة رسائل تتعلق في مواضيع عدة . لقد عالجنا موضوع الطبيعيات في عدة رسائل تحمل عنوان:"الجسمانيات والطبيعيات"

2 – هبة الله ابن ملكا من علماء القرن الثالث عشر ميلادي أما كتابه " المعتبر في الحكمة " يوجد نسخة منه كمخطوط في مكتبة أحمد الثالث في اسطنبول تركيا.

 

 العلماء العرب وقوانين الحركة