بنو موسى بن شاكر والميكانيكا المسلية
في كتابهم"الحيل" يصف أبناء موسى بن شاكر مئة نموذج من الحيل المختلفة استعملوا فيه تقنيات متعددة منها
كأس العدل، الباب المطحون أي الصمام على أشكال مختلفة كالصمام المخروطي كما تعددت لديهم أنواع
البثيون أي البزال فنجد البثينون الذي يعمل بقناة واحدة وآخر متعدد القنوات.
لقد ظهر في هذا المخطوط ذراع المرفق لتحويل الحركة الدائرية إلى حركة تذبذبية (ويطلق عليها أيضا
حركة المد والجزر). كما يلاحظ وجود تقنيات مختلفة في تصميم القناديل التي تعمل بالزيت . إضافة الى ذلك
نجد تقنيات مميزة ومبتكرة لم يتم استعمالها من قبل .
كأس العدل المزدوج أو السيفون المتمركز المزدوج
(مهمة هذا الكأس تقضي بمنع خروج السائل من
وعاء إلى وعاء عندما يتوقف الصب في الوعاء
الأول
ملاحظة:
قد قام دونالد هيل بهذه التجربة ونجح في تركيبها،
واثبت بأنها تؤدي عملها يطريقة سليمة وفقا لمقاييس
معينة .
الباب المطحون او الصمام
هو صمام مخروطي الشكل لم يظهر في الكتب اليونانية من قبل ويصفة بني موسى كما
يلي:إنه مركب من قطعتين (ذكر وأنثى)، يدخل الذكر في الانثى وينطبق وينفتح، فإذا
انطبق كان مهندما لا فرجة فيه وأكثر ما يكون صنوبري الشكل.
يظهر في الرسم الباب المطحون (أبج) بالإضافة إلى تقنية جديدة معتمدة من قبل بني موسى لفتحه وإغلاقة.
تعتمد هذه التقنية على الدبة (ف) المتصلة بالذكر (ج ) .عندما يمتلئ الوعاء (ل) ترتفع
الدبة وثقفل الباب المطحون والعكس يحصل عندما يفرغ الوعاء تستقل الدبة وتفتح
الباب المطحون.
البثيون أو الحنفية
لقد ظهرت في المخطوطات العربية عدة الفاظ منها: البثيون،البيثون، الفيثون، الفثيون.
نجد التعريف التالي عند الخوارزمي:
"هو البزال الذي يعمل من انبوبة تثقب ثقبا وتركب في الثقب انبوبة أخرى منتصبة تدار
للفتح والسد. والأنبوبة المركبة في الإناء تسمى الأنثى والأنبوبة المركبة في ثقب الأنبوبة تسمى الذكر.وكذلك كل ما
يكون على هذه الصفة من الأنابيب والبرابخ والقنوات."
البثيون العادي
يعمل هذا البثيون بقناة واحدة وهو يتألف من قطعتين ذكر وأنثى .
الذكر هو عبارة عن قطعة معدنية مخروطية الشكل ثقب في داخلها قناة واحدة موازية للأفق، نافذة من الجهتين .
أما الأنثى فهي عبارة عن فتحة مخروطية في انبوب معدني ثُقبت قناة في وسطه. يدخل الذكر في الأنثى بحيث
يدور الذكر حول محوره بسهولة. يسمح البيثون بتسريب الماء في حال تواجد قناتي الذكر والأنثى على خط مستقيم.
البثيون المتعدد المداخل
يوضح اقسام البثيون: الأنثى وتحتوي على ثلاث قنوات (و)، (ز) (ح).
ذكر البثيون وقد خرق بثلاث قنوات (ط)،(م) ،(ل).
رُتبت الثقوب في الذكر والأنثى بطريقة يسمح بها بخروج السائل
من قناة واحدة وتبقى القنوات الأخرى مقفلة بسبب عدم تواجد
ثقوب القنوات على خط مستقيم.
في الرسمين أعلاه اعتمد بنو موسى على تقنية جديدة لفتح وإغلاق البثيون. في الرسم الأول يعتمد ابناء موسى
على حركة الوعاء العمودية لتحول إلى حركة نصف دائرية لفتح وإغلاق البثيون.
أما في الرسم الثاني فأن حركة الدبة العامودية تحول بواسطة ذراع المرفق إلى حركة دائرية لفتح وإغلاق البثيون.
نماذج من الأواني (أباريق وجرار) من كتاب الحيل لأبناء موسى بن شاكر
الشكل الرابع من المخطوط
جرة لها بزال مفتوح إذا صب فيها الماء لم يخرج من البزال
شئ وإذا انقطع الصب خرج الماء من البزال .
إذا تابعنا الرسم نلاحظ ما يلي: إذا صب الماء في رأس الجرة
جرى في الأنبوب (طح) إلى الحوض (وم) فترتفع الدبة (ه)
وينطبق بإرتفاعها الباب المطحون(ك ل د) ويسيل الماء من
الحوض(وم) على سطح (ص ك ل ن) في داخل الجرة ولا
يخرج من الباب المطحون (ك ل د ) لأنه مغلق فإذا انقطع
الصب تفرغ ما في حوض (و م) في الأنبوب (و ف ع)
المنعطف وتنزل الدبة لتفتح باب (ك ل د ) ويخرج الماء من
البزال (ي ج).
الشكل التاسع عشر من المخطوط
جرة لها بزال مغلق يصب فيها الوان من الرطوبات بمقدار من المقادير لكل واحد منها ، فإذا شئت أخرجت من
الفثيون أي لون أردت .
نلاحظ في الرسم وجود كأس عدل في الوعاء (ح)
وآخر في وعاء (ب) كما نلاحظ وجود البثيون المتعدد
المخارج.
اما المكيال الموجود في أعلى الرسم فيعتمد لتحديد كمية
الشراب التي يجب أن تصب في كل وعاء من الأوعية
الموجودة داخل الجرة.
نعتمد المستوى (ح)للون الذي يجب أن يستقر في الوعاء
الأسفل (أ) . والمستوى (ب) للون الثاني من الشراب
والذي سوف يستقر في الوعاء ( ب). أما المستوى (أ) فيجب ان يعتمد اللون الثالث من الشراب الذي يجب ان
يستقر في الوعاء (ح).
يشرح ابناء موسى بن شاكر كيفية عمل البثيون بقولهم: "وليكن عمود(سص) هو الذكر من البثيون وليكن في عامود
(س ص) ثقوب نافذة بعضها فوق بعض ولا تكون الثقوب في سطح واحد ولا على خط واحد وعليها (ل م ط )
ونثقب في الأنثى ثلاثة ثقوب في خط واحد عليها (ح ز و ) وليكن الفيثون (ص س) إذا أدير يلقى الثقب (ل )الثقب
(ح) وإذا أدير أيضا يلقى الثقب (م) الثقب (ز) وإذا أدير أيضا يلقى الثقب (ط) الثقب (و) ولا يلقى ثقبان من الذكر
الذي عليه (ص س) ثقبين من الأنثى في وقت واحد."