تقي الدين والموسيقى الميكانيكية

في كتابه "الطرق السنية في الآلات الروحانية " وصف تقي الدين ثلاث آلات للزمر الدائم وذلك في الباب الرابع من

الكتاب . لقد عمد تقي الدين في مقدمة هذا الباب إلى شرح أجزاء الآلات قبل أن يدخل في تفصيل كل آلة وذلك

بهدف عدم تكرار وصف كل جزء من أجزاء كل منها . في هذا النطاق يقول تقي الدين : ولجميع ما نذكر في هذا

الباب أصول من جملتها

الكفة وهي النصف طرجهار 

العوامة وهي تُعمل من الخشب اللطيف لتطفو على الماء أو من حنظلة يابسة مزفتة  من خارج أو  ما يشبه ذلك

المقلب وهو قصبة من النحاس معطوفة كصولجان طويل الرأس. فإذا وضع طرفه الأقصر في إناء وطرفه وطرفه

الأطول خارج الماء وجذب الماء من الأطول بالمص أو سلط عليه الماء  حتى يملأ القصبة الطويلة ويبرز منها فإنه

لضرورة الخلاء يجتذب جميع ما في الإناء من الماء نفسه.

ميزاب الماء  وهو قصبة كل واحد من رأسيها فيه انبوب لطيف ودونه إلى جهة الوسط انبوب آخر أكبر منه قدر

الحاجة وفي وسطه من جهة العلو خرق عليه قمع ملحوم وفي مقابلته من جهة السفل رزة مثبتة في عامود قايم في

حوض مستطيل طوله طول الميزاب مقسزم بنصفين بصفيحة مماسة   للعلمود. فإذا سلط الماء من القمع مال إلى

إحدى الجهتين وانصبت الماء من الأنبوب الكبير المايل ومن الأنبوب الصغير أيضاُ، فإن ميل إلى الجهة الأخرى

تسلط الماء من الأنبوبين الأخيرين . لكن كيف نحتال له حتى يميل من حركة من نفسه ، الطريق إلى ذلك من عدة

أوجه

                  

الأول بالعوامة :  وهو ان تكون  تحت كل انبوب من الآخرين حوض في وسطه عوامة مثقلة الأسفل شيئاً يسيراً

أو تكون مبسوطة كالرغيف بحيث لا ينقلب  وفي وسطها عصا واقفة فيها لترفع الميزاب إذا ارتفعت العوامة

 ومقلب بارز طرفه الطويل إلى الخارج من خرق في أعلى الحوض بحيث لا يمتلئ الحوض حتى ينغمر المقلب

بالماء ، فإذا مال الميزاب وتسلط الماء من انبوبة الكبير على الجهة التي يعمل عليها الزمر وغيره نزل من الأنبوب

الصغير  إلى هذا الحوض فملأه  في الزمان الذي قدرناه  وبامتلائه ارتفعت العوامة فرفعت طرف الأنبوب فانقلب

إلى الجهة الأخرى التي انقلبت إليها وينزل الماء من الأنبوب المقابل لهذا أيضاً حتى يملأ الحوض وترتفع العوامة

فتقلبه إلى الجهة الأخرى كذلك وهذه صورته .(الصورة مأخوذة من المخطوط).

ثم يصف تقي الدين الطريقة الثانية وهي تقضي بتحريك ميزاب الماء من جهة إلى جهة أخرى بواسطة الكفات

المعلقة عليه

أما الطريقة الثالثة فهي بواسطة الطرجهار وهو عبارة عن إناء يتفرغ كاملا ويعود إلى مركزه الأساسي عندما يصل

مستوى الماء فيه إلى مستوى معين .

ثم ينتقل تقي الدين إلى فقرة قصيرة وهي : خاتمة لهذه المقدمة

يقول تقي الدين \ك ينبغي لمن أراد إحكام هذا الميزاب أن يركب في أسفله جعبة فيها بندق رصاص بحيث أنه إذا

مال الميزاب مالت فجرى البندق إلى طرفها فثقلها وحيث علمت هذه الأصول وتقررت فلنشرع في كيفية عمل

الآلات المترتب عليها وهي قسمان فالقسم الأول في الزمر الدائم والنقارات وفيه ثلاث آلات

  الآلة الأولى :

 تعتمد هذه الآلة على صب الماء في صندوق مقفل بهدف طرد

الهواء عبر الزمر المركز على حافة الصندوق .

ولكي يكون الزمر دائم عمد تقي الدين إلى عمل صندوق آخر

يلتصق بالأول ليقوم مقامه عندما يمتلئ ويسكت الزمر. ولكي

يتعاقب العمل في الصندوقين عمد إلى تلركيب ميزاب فوق

الصندوقين يسمح بتزويد كل منهما بكمية الماء اللازمة وذلك

في فترة زمنية يكون فيها الصندوق الأول في حالة التفريغ من

خلال المقلب المثبت عليه بينما ينصب الماء إلى الثاني لكي

يمتلئ شيئا فشيئا فيعمل الزمر في تلك الفترة . وهكذا

يتعاقب العمل ويكون الزمر دائم طالما تتوفر كمية الماء لعمل الصندوقين.     الآلة الأولى كما وردت في المخطوط

    

الآلة الثانية : آلة الزمر الدائم ومعه نقارات

  يقول تقي الدين : " الآلة الثانية زمر دايم أيضاً ومعه نقارات

وطريقته أن تعمل صندوق زمر مرتب على إحدى الطرايق

المذكورة ويجعل أمام فم كل مقلب عضادتين إحداهما قريبة

إليه وأخرى بعيدة عنه بمقدار ما يحتاج إليه ثم تركب على

العضادتين محوراً فيه دولاب تحت فم المقلب بحيث انه إذا

نزل ماء المقلب أداره وتجعل في الجهة الطويلة من المحورين

سنين متقابلين وقبالة المحور قطعة شريط معترضة وأمامها                     الآلة الثانية  كما وردت في المخطوط

نقارتان منصوبتان وفوق كل نقارة قطعة عصا ممتد طرفها فوق وجه النقارة على القطعة الشريط وطرفها الآخر

بالقرب من المحور وتحت أحد سنين بحيث ان المحور إذا دار بدوران الدولاب إلى جهة النقارات كبس كل واحد

من السنين طرف عصا النقارة فغرتفع الطرف الآخر وإذا أطلقه وقع فحصل المقصود فمن الواضح المقرر أنه إذا

مال الميزاب ونزل الماء في أحد القمعين حصل الزمر فإذا عاد إلى الجهة الأخرى وخرج الماء من المقلب دارت

النقارات من جهة الزمر الذي بطل مع الزمر الذي بدأ في العمل وإذا انقطع عمله دارت نقاراته وبدأ في الزمر

رفيقه فيتصل عمل هذه النقارات بزمر هذا وعمل هذه النقارات بزمر هذا ما دام الماء متصلاً والآلة سالمة .

 


الآلة الثالثة : آلة زمر دائم ومعه نقارات موقعة على الزمر

في هذه الآلة عمد تقي الدين ان يسمع صوت الزمر وونقرة الطبل

في آن واحد لذلك وضع على المحور الذي يدوربواسطة الدولاب

المائي مجموعة من الشظايا ومهمتها رفع العصي عن النقارات

وتركها لتعطي الإيقاع المطلوب ، كما أضاف مجموعة أخرى من

الشظايا ومهمتها تحريك الروافع التي تفتح وتغلق ثقوب السرناى

المثبت في طرف كل من الصندوقين . بهذه الطريقة يمكن توقيع

صوت الزمر مع صوت نقارة أو نقارتين حسب تركيب الشظايا على

المحور.

 

                                                                                                           الآلة الثالثة كما وردت في المخطوط

 

 

                                                                الرسم الحديث للآلة الثانية          

 

 

                 

                الرسم الحديث للآلة الثالثة                                                 الطبول والمزامير ومحور الشظايا